“المخفيون قسراً” يحتلون جدران مدارس بصنعاء بهدف توعية الطلاب بقضيتهم

المخفيون قسرا “يحتلون جدران مدارس صنعاء” بهدف توعية الطلاب بقضيتهم

الثلاثاء , 8 يناير 2013

نجلاء حسن
حملة “الجدران تتذكر وجوههم”، ليست حملة عشوائية، تختار جدرانها بدون أهداف مدروسة، وهي بقدر ما هي ذاتية الجهود، هدفها هو توعية كل الفئات بقضية “المخفيين قسراً”.
هذه المرة، ثالث أيام أول شهور العام 2013، كانت جدران مدرسة خولة للبنات مساحات مستعدة لاستقبال وجوه “المخفيين قسراً”، غير أن اختيارها لم يكن بدافع توعية طالبات المدرسة.
“الحي الذي تتواجد فيه المدرسة هو الحي السياسي، وهو حي مهم”، كان هذا رد الرسام مراد سبيع حين سألته عن سبب اختيار مدرسة خولة لطبع صور المخفيين قسراً على واجهة جدرانها.
مدرسة خولة للبنات بصنعاء، ليست المدرسة الأولى التي تستهدفها “حملة الجدران تتذكر وجوههم” بل هي الثانية فسابقاً، استقبلت جدران مدرسة الشهيد الديلمي بجولة المصباحي بصنعاء، وجوه مخفيين قسراً.
يقول مراد سبيع:”يجب أن تتم توعية الطلاب بمثل هذه القضايا، لأنهم نواة مستقبل اليمن”، ويضيف: “ليس الحي الذي تقطنه مدرسة خولة مهماً وحسب لكنه بجوار مدرسة أخرى وهي مدرسة ابن ماجد للبنين”.
بذلك ستضمن الحملة توعية أكبر بين الطلاب بنات كانوا أو بنين، ولربما يأتي الجيل الجديد واعياً بمعنى جملة “مخفيين قسراً”، ويدرك أهمية أن يحل ملفهم، بما يضمن حياة واضحة الملامح لهم ولذويهم.


الخميس 3 يناير 2013، اختتمت الحملة أسبوعها السادس عشر، لكنها صارت أكثر تواجداً ومعروفة أكثر في أوساط الناس، فكثيرون اليوم لا يجهلون قضية المخفيين قسراً.
يقول مراد سبيع: “هناك مخفيون قسراً يظهرون كل يوم في آخر يوم في الحملة تسلمنا شخصيتين من المخفيين قسراً، عن طريق ذويهم”، هؤلاء بالتأكيد حركتهم تلك الصور المطبوعة بالأبيض والأسود على عديد من جدران العاصمة، لتحكي عن معاناة تشبه معاناتهم.

يقول سبيع: “أنجزت الحملة بعد استمرارها لـ16 تعريفاً وتوعية بماهية قضية المخفيين قسراً والتي لم يكن الغالبية على علم بها، ولفتت الدولة إليهم فوزيرة حقوق الإنسان دعت أسر المخفيين قسراً للتوجه للوزارة وتسجيل قضاياهم ليتسنى لهم متابعتها”.
ويتابع في تصريح سابق للحياة اللندنية:”التفت إليهم السلطة التشريعية في البلاد المتمثلة بالبرلمان والذي دعا اللجنة المعنية بقضية المختفيين قسريا للعمل إذ كانت توقفت لسنوات طويلة، لكن بعد الحملة ورسم وجوه المختفيين قسراً على الجدران عاد نشاطها”.
خلال الحملة والتي انطلقت في الأشهر الأخيرة من العام 2012، وكنتيجة فاعلة لها وجهت المفوضية السامية للأمم المتحدة دعوة لليمن  للتوقيع على معاهدة الإخفاء القسري التي لم توقع أو تصادق عليها اليمن قبلاً.
كما تشكلت لجنة عسكرية لمتابعة قضية المختفيين قسرياً، اللافت أن أياً من أعضاء الحكومة الحالية أو السابقة لم يشارك بصفة رسمية في الحملة والتي اتخذت من جدران العاصمة واجهات لتنفيذها، فجل المشاركين كانوا من أهالي المخفيين والإعلاميين والناشطين الحقوقيين وأصدقاء الرسام.
يقول مراد سبيع:”برأيي إن أهم نجاح للحملة هو التذكير بهؤلاء الذين نسيهم مجتمعهم. فشكرا لهم ولأسرهم على تضحياتهم ولكل الأصدقاء والصديقات الذين أمنوا ويؤمنون بالإنسان الوطن”.
ما تزال الحملة مستمرة، بدون سقف زمني، توجهت للمدارس مؤخراً، ولا نعرف أين ستفاجئنا وجوه المخفيين قسراً في قادم الأيام، ليسكنوا أكثر في ذواتنا وقلوبنا.
اللافت أن كل ذلك يتم بجهود ذاتية، يقول سبيع: “الحملة لا تملك القدرة على طباعة بروشورات أو عمل ندوات ومؤتمرات متعلقة بقضية المخفيين قسراً، فدعمها قائم على الذاتي والفردي”.
ويتابع:”كما أن الحملة لا تتبنى مبدأ جذب الدعم فهي حملة للمطالبة بإظهار مصير المخفيين قسراً والتوعية حول هذه القضية ولا تعمل لغير هذا الهدف”.

أقرأ المزيد..

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Twitter picture

You are commenting using your Twitter account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s