![]() |
الثلاثاء, 06-مايو-2014
|
الثورة نت/ صقر الصنيدي –
على مقربة من الوجوه التى رسم ملامحها يسكن مراد سبيع كأنه يخشى ان تختفي قسرا كما اختفى اصحابها قبل عشرات السنين وفي الصباح يتأكد من بقائها على السور الذي يحيط بمبنى جامعة صنعاء القديم ” انني ارى تبسمها ” يقول سبيع الذي يبداء يومه بعدد من الاتصالات باصدقائه ” لقائنا عند جسر مذبح ” هناك يجتمعون لتنطلق ايديهم في رسم وجوه اخرى حصل على صور اصحابها من اقاربهم الذين ما زالوا بانتظار عودة تقل كل يوم .حين يقترب منتصف النهار يحث عامل اكمل عمله في مبنى مجاور خطاه ليرى ما يقوم به هؤلاء المجتمعون عند الجسر ثم يرمي بعبارة قبل ان يمضي الى شؤونه ” كأنهم يطلعوا نيس الى الدور السادس ” يليه من يرمي بعبارة اخرى اكثر حده ” الرسم حرام ” ثم يسير غير مهتم – كل هذه الكلمات القاسية يصدمها اصرار مراد سبيع الذي لايرفع راسه الا ليمسح قطرات العرق بظهر يده اليمنى ثم يعود الى اكمال اللوحة التى بدائها والتى سيمر صباح الغد ليطمئن ان يدا لم تمتد لتعبث فيها .يكتمل العام الثالث وسبيع لا يسمع غير لغة الالوان ولايتحدث الا بها ” لا استطيع ان اعبر عن نفسي جيدا بالكلام ” يقول هذه حين يطلب منه الحديث لكن مواقفه تاخذ طريقها للوصول الى اعين الاخرين ومع الوقت يصبح ما يخطه على جدران صنعاء رسالته السياسية والاجتماعية والثقافية – في العام 2011 كان جريئا وهو يختار الوان غير اللون الاحمر الذي ساد تلك المرحلة والذي كان لغة التفاهم بين اليمنيين في شوارع عديدة وحين اصر على الرسم في اماكن الصراع وسط العاصمة اراد كل طرف منه ان يرسم تشوها لخصمه السياسي وذهب الشاب ومن معه الى التعبير عن السلام وسط الحرب – حولت احدى اللوحات مدخل قذيفة على جدار في شارع الزبيري الى وسادة ينام عليها طفل منهك – انتهت المعارك لكن تفاصيل تلك اللوحة لم تنته ونسى الناس الاحداث لكنهم تذكروا جيدا مجموعة من الشباب يحملون ادوات بسيطة ويجعلون لون الجدار اجمل .انتلقت الحملة الى المشاركة ” لون جدار شارعك ” احس الساكنين في هذه الشوارع انها ملكا لهم من خلال العبارة البسيطة فاخذوا يحاولون الرسم عليها ما يخطر على بالهم وقلوبهم , واكتشف حتى اولئك الذين عادوا الفكرة في البداية انه يمكنهم القيام بالامر والرسم الي لم يدعوا اليه حتى في مدارسهم ” اكتشفنا الكثير من المواهب والاهم ان الناس انفسهم تفاجؤا بقدراتهم على الرسم والتلوين ” . حتى الجنود الذين كانوا امنوا انه لم يعد في وسعهم غير حمل السلاح تبين لهم ان الرسم لا يناقض مهامهم ولا يصدهم .تم اختطاف احدى الصحفيات الاجنبيات مع زوجها ولم يجد سبيع غير ريشته والوانه ليضع صورتها على جدران صماء ظلت طيلة عقود بلا الوان وبلا ملامح ” اردت ان اساهم في نشر فكرة ان اليمنييون ليسوا جميعا مع التصرفات العدائية ولا يؤيدون الاختطاف ويريدون العيش بسلام ” يقول مراد .ويتجه نحو عقارب الزمن 12 ساعة خطة للتعبير عن انتقاد 12 ظاهرة دخيلة على المجتمع اليمني احدها الاختطاف ثم الطائفية ثم العمالة للخارج – اخذت السياسة تحضر الى شوارعنا ليس عبر الاحاديث المتبادلة بل عبر الفن الذي ينقل رسائله بصورة اصدق واجمل .قبل ايام وهو يفتش في الايميل خاصته تأكد ان العالم يسمع لغة السلام وان صوت القذائف مهما امتلكت من قوة لاتصل الى المدى الذي يصلها السلام كانت الرسالة تنص على فوز مراد سبيع بجائزة الفن من أجل السلام من قبل مؤسسة فيرونيزي الإيطالية التى تصدر خبر سبيع موقعها الالكتروني .قال لسياسية الثورة ” فخور جدا بهذا التكريم الذي سبقني اليه فنانين استخدموا فنهم لارساء السلام وواجهوا ترسانات الحرب وكراهيتها بحيهم وفنهم ” .واضاف سبيع ” اعتبر هذا التكريم الذي سيقام على هامش المؤتمر العالمي السادس للسلام منتصف نوفمبر القادم تكريم لكل محبي السلام لكل يمني يحب العيش بسلام لكل من شارك معنا خلال السنوات الثلاث الماضية في الرسم على الجدران لكل من اخرج هذا الفن من المعارض الى الجدران التى يراها الناس “.واوضح مراد انه سيستمر في التعبير عن حبه وتمسكه بالسلام عبر الرسم وان هذه الجائزة هي محطة للتشجيع ولن تكون النهاية للرحلة الطويلة نحو حياة افضل لكل الناس .واضاف سبيع ان جائزتي الحقيقية رؤية الناس وهم يرسمون ويعبرون عن تطلعاتهم وهم يشاركون بالرسم على الجدران ويحبوا ان تكون الالوان جزء من يومهم .كما ان الجميل ان تأتي الالتفاته من اولئك الذين يهتمون بالسلام وبما يقدم من اجله وبنشر هذه الثقافة التى تعود على الانسان بالخير دائما وسأظل متطلعا دوما الى ان ينعم كل البشر بالسلام . وقالت المؤسسة في موقعها على الانترنت إن الجائزة تمنح لمن تبرز مواهبهم الفنية من أجل السلام وقد سبق وتم منحها لعدد من الفنانيين المغنية “فاتو”الكاتب “ديفيد جروسمان”المصور” جواو سيلفا”المخرج والممثل “كسافيير بيوفوا”المايستروا الموسيقي “دانيال بارينبويم رد إعادة توجيه رابط الموضوع.. |