قدم قضايا السياسة بشكل إنساني ليست الجائزة ما أراده مراد\ بقلم الصحفي: صقر الصنيدي

althwra

الإثنين, 17-نوفمبر-2014
صقر الصنيدي
بينما كانت المعارك تهب على أجزاء في العاصمة صنعاء كان مراد يرسم لأنه ” مؤمن بأن الحياة أهم من الموت وكما للموت وسائله للحياة أيضا وسائلها ” كما يقول مراد سبيع الفنان الذي سلمته صباح الجمعة الماضية كاثرين كينيدي جائزة الفن من أجل السلام 2014م في مدينة ميلانو بإيطاليا وهي جائزة تمنحها مؤسسة فيرونيزي للفنانين في مؤتمر العلم من أجل السلام .
وبالفعل انتصرت الحياة واستمرت وإن بعثرات وهو ما دفع بالشاب ذي الثلاثة والعشرين ربيعا الى التفكير بالوقت وتسخيره لأجل الفن من خلال الحملة التي اطلق عليها 12 ساعة وفي كل ساعة منها عبر عن قضية تحدث في المجتمع وعن هم يحمله الناس معهم يقول ” كان الهدف أن يفكر الناس بالوقت وأن كل ساعة تمر هي احداث ينتج عنها شيء للمستقبل سواء كان إيجابا أو سلبا ” .
تحدث العابرون عن اللوحات الموجودة على الجدران وايقظت لديهم أكثر من سؤال ولعل أهمها تلك الوجوه التي اختفت بفعل السياسة قسرا وتركت خلفها ألما ودموعا لم تتوقف منذ ما يزيد عن ثلاثين عاما – كانت حملة الساعة الاولى خاصة بالمخفيين قسريا وقد حملت مفاجأة لأقارب المخفيين أن هناك من تذكرهم كما قالت حليمة والدة نبيل الاسيدي الذي اختفى أخوها منذ ما يزيد عن ثلاثين عاما وحين تذكره مراد عبر جداريته تساءلت: من هو مراد وكما روى عنها نبيل فقد اتت بحثا عن هذا الذي أعاد عجلة الامل وحين رأت مراد استعادت شيئاً من رح أخيها الذي ليست متأكدة إن كانت ستراه مجددا – بعثت تلك الساعة قضية هامة وأوصلت رسالة للحاضر أنه لا أحد يستطيع اخفاء إنسان إلى الأبد وأن اخفاءه اليوم فسيرى الوانه على أحد الجدران وستلاحقه صورته طوال حياته .
تكريم الجيل
حصول مراد على الجائزة معناه تكريم جيل كامل ممن حملوا الألوان ومضوا برفقته الى جدران لم تكن تحمل غير آثار الصراع أو عبارات التهيئة لصراع جديد وكما يقول سبيع فان هذا التكريم وغيره لا يخصه وحده بل يشمل كل من ساهم في الإنجاز وحمل الالوان في وقت عصيب وحاول التعبير عن نفسه بالرسم الذي يغني عن ما سواه – يقصد مراد أولئك الذين ساهموا بالرسم في اولى الحملات لون جدار شارعك والتي قادتهم نحو أن يكتشفوا مواهبهم في الرسم وايقظت داخلهم مهارة كانوا قد نسوها منذ طفولتهم .
وهم في الغالب أناس عاديين يعملون في مجالات مختلفة ليس منها الرسم جعلهم تشجيع مراد يقدمون على الرسم على الجدران القريبة منهم – وانطلقت من تلك الحملة أسماء كثيرة أصبح لها مسارها وطريقتها بالتعبير من هذه الاسماء ذو يزن العلوي الذي تبنى فيما بعد فكرة كاركاتير الشارع والذي زين عددا من شوارعنا .
حماية من النسيان
بالمقابل يعلمك العمل مع المارين وجه لوجه الكثير من المهارات الجديدة في التعامل ومن لا يمتلك سعة في نفسه فلن يستطيع إكمال ما بدأ وكان يمكن أن يوقف البعض مراد عند أول لوحة لكنه أصر على مواجهتهم بالابتسامة كأفضل الردود على سخريتهم وتهكمهم على ما يقوم به فكلما هاجمه أحد في الشارع وانتقد قيامه بالرسم على الجدار بادر مراد للابتسامة سلاحه الذي لا ينفع مع البعض فيلجأ الى اقناعهم بالكلمات ويشرح قيمة ما يقدمه اللون لحياتنا .
وقد يذهب الى تجاهل من يرى في أعينهم عناداً وكراهية للفن والرسالة فيلقون ما لديهم من كلمات محبطة ويتذكر هو أمله الكبير في تغيير العالم من حولنا بإرداتنا كما يقول .
الجدل الذي يصاحب وضع الالوان على الجدران والنقاش والتغيير الذي يراه سبيع في افكار الناس هو اكبر الجوائز التي ينالها كل يوم – الاثر الذي تخلفه لوحة هو اجمل الدروع التي يرتديها والايادي الممتدة الى الجدار لتقيمه بالألوان وليس لتهدمه هي التي يشعر بها تصافحه دائما بدون ملل .
إن أكبر جائزة نمنحه لهذا الفنان هي أن نحافظ على الوانه المسكوبة على جدراننا أن نحميها من النسيان ومن الأيادي
الطائشة .

أقرأ المزيد..

Leave a comment