مراد سبيع: الفن يريد السلام لهذا البلد

300px-Althawra_news_paper_yemen

1378486_10202240335396367_1946512664_n

مراد سبيع: الفن يريد السلام لهذا البلد

لثلاثاء, 11-فبراير-2014

حاوره/ أحمد العرامي

اخذ مراد سبيع ريشته وخرج إلى الشارع، وضعها في ثقوب كثيرة حفرها الرصاص في جدران شوارع صنعاء، ضربات ريشته الشابة والحالمة قالت الكثير عن جيل خرج إلى الشوارع في 2011م يهتف للحياة والحرية، وحين نهض الوباء الثقافي المطمور، لم يستسلم ظل واقفاً كريشةٍ في جدار، تحلم وترسم… بدءاً من حملته الشهيرة (لون جدار شارعك) ومروراً بحملتين كانتا امتداداً لها هما (الجدران تتذكر وجوههم) و (12 ساعة).
ربما ثمة إشكالية في تقبل الفن في الشارع اليمني، كونه لم يتحول إلى ثقافة، لكن مراد يرى غير ذلك: (من الأسبوع الثاني لنزولي للرسم في الشوارع بدأ الناس والشباب بالنزول، بدأت الحملة في الـ 15 من مارس وبدأ المشاركون في الرسم معي من 22 مارس، هناك نظرة نمطية عن عدم تقبل الشعب اليمني للرسم، وهذا ما أثبتت بطلانه أول حملة فنية في الشوارع اليمنية «لون جدار شارعك»، الإنسان اليمني يقبل الجمال، وحضارتنا ضاربة جذورها في التاريخ.. وما حصل من حرب ضد الفن ليس أصيلاً في الشعب اليمني، وإنما قوى تقليدية…)
هكذا يتحدث الفنان الشاب مراد سبيع الذي أطلق حملة «12» ساعة، كل ساعة منها تناقش قضيةً من قضايا اليمن والإنسان اليمني، عبر جداريات فنية في شوارع صنعاء، مراد الذي يؤمن بالقضية والحلم يؤمن أيضاً بدور اللون في خلق مساحة جمالية بصرية في الثقافة اليمنية، وفي خارطة الحياة في بلد مثل اليمن، (الإنسان البسيط ليس بسيطاً _يقول مراد_ هو لماح، ذكي، فطن.. الشارع تقبل الرسم من الأيام الأولى وحتى أن بعض الأسر كانت تحضر أطفالها معها ليشاركونا الرسم.. أصبح كل يوم خميس على مدى 3 أشهر يوم احتفال لوني.)
12 ساعة هي الحملة الثالثة التي أطلقها مراد بعد حملتيه الشهيرتين «لون جدار شارعك» و «الجدران تتذكر وجوههم»، لا يتذمر مراد من هذا الحضور الإعلامي الباهت الذي تقابل به حملاته الفنية في بلده اليمن، لكنه يزدهي _وينبغي علينا أن نزدهي معه_ بأن أصداء ألوانه وصلت إلى العالم، كُتب عنه وعن حملاته الفنية في حوالي 10 لغات عالمية، تنوعت بين الكتابات الصحفية والدراسات الاجتماعية والفنية، أما ما كتب عنه باللغة الإنجليزية فأكثر مما كتب بالعربية… يضيف مراد (كتاب الأمم المتحدة لغرب آسيا بعنوان «وعود الربيع» سيتحدث في فصله الأول عن حملة «الجدران تتذكر وجوههم»، كتاب «رسائل جرافيتيه» لنيكولاس جبس سيتحدث عن حملة «12 ساعه» في ألمانيا، فصل في كتاب عن الجرافيتي في اليمن من خلال حملتي «لون جدار شارعك» و «الجدران تتذكر وجوههم» تعكف على كتابته الدكتورة أناهي الفيسو مارينو. هناك دراسة تعدها الفنانة اللبنانية رانيا قنديل عن حملة «12 ساعة» تحدثت إلي الكاتبة الفرنسيه فكتوريا فونتان عن نيتها في عمل دراسة عن التغييرات الإجتماعية ومن ضمن هذه الدراسة حملة «12 ساعة»)
يلتفت مراد إلى الوراء قليلاً إلى الحملات السابقة التي أطلقها (الحملة أثرت في المدن اليمنية الأخرى: كــ عدن، تعز، إب، الحديده حيث بدأ الناس هناك بعمل حملات والخروج للرسم على الجدران.. هذا أمر واضح على تقبل المجتمع لثقافة جديدة وجميلة…) أما اسم مراد فيطوف في الغرب هناك كأحد الشخصيات المؤثرة في العالم، حيث يمكن لحملته «12 ساعة»، أن تصنف في المرتبة الـ5 لأهم الحملات التي تحدث التغيير السياسي في العالم. وفقاً لكارلي ويست الباحث والسياسي الأمريكي…
(اللون جزء من حياتنا. _يقول مراد_ على الرغم من بساطة قدراتنا الفنية، فالمشاركون لم يتلقوا أي دروس فنية او يتعلموا في معاهد بمن فيهم أنا إلا أن الرسالة وصلت) ليس ثمة عوائق تجاه روح مراد وريشته ورفاقه (العائق الأكبر هو الاستسلام وعدم ممارسة الفن)، في الحملة الأولى «لون جدار شارعك» قدم مراد _ومعه كثير من الفنانين الذين استجابوا لدعوته_ لوحات فنية رائعة زينت شوارع صنعاء، وردمت فجوات الرصاص والاحتقان اللغوي، لكنها كانت فنيةً بدرجة أساسية، في الحملة الثانية «الجدران تتذكر وجوههم» استحضرت الريشة والجدران وجوه المخفيين قسرياً، فمزجت بين الفن والقضية، وأما 12 ساعة فناقشت القضايا اليمنية في كل ساعةٍ منها، قضية، من الناحية التقنية أو الفنية، يستخدم مراد فن الإستنسل وهو (تكنيك ابتدعه الفنان الفرنسي كزافير برو المكنى «بليك لا رات» عام 1981 انتشر ليصبح فنا عالميا عام 1985 وعلى رأس الفنانين المستخدمين لهذا التكنيك الفنان البريطاني الشهير «بانكسي»)
أسأله: ربما لا يحتاج فن الإستنسل، لموهبة عالية في الرسم، بقدر ما يحتاج إلى تنسيق ألوان ومهارة، قلت سابقاً أن (المشاركين لم يتلقوا أي دروس فنية أو يتعلموا في معاهد) هل هذا سر استخدام الإستنسل ليتناسب مع قدرات المشاركين؟ أم أن لذلك علاقة بالوظيفة أو الرسالة التي جعلتك تختار هذا الفن؟ أم أنها رؤية فنية خالصة؟ يجيب مراد: «لوّن جدار شارعك» لم نستخدم فيها الإستنسل.. فن الإستنسل بسيط ويستخدم حول العالم بسبب سرعة إرسال رسائل الفنان، حيث أنه لا يحتاج لقضاء وقت كبير في الشارع وغالبية العمل يكمن في المعمل أو المنزل…
مراد ما زال يرسم، وحتى إعداد هذه المادة يحضر لتنفيذ الساعة الثامنة من حملته 12 ساعة، سيكون موضوعها شهداء العرضي ومجمع الدفاع، بعد أن كانت قد ناقشت (السلاح، الطائفية، الاختطاف، العبث بوطن، الطائرات الأمريكية دون طيار، الفقر، الحرب) ويلقي بكلمته الأخيرة (على كل شخص عمل ما يسطيع عمله مهما كان بسيطاً… نريد السلام لهذا البلد)

رابط الموضوع..

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s