لوحات على الجدران تخلّد صور ضحايا مجزرة هزت وجدان اليمنيين

logo

لوحات على الجدران تخلّد صور ضحايا مجزرة هزت وجدان اليمنيين

شبان يرسمون على جدار بالعاصمة اليمنية صوراً لضحايا مجزرة العرضي
أحد الشبان يرسم على جدار بالعاصمة اليمنية صور
اً لضحايا مجزرة العرضي، تصوير: خالد عبدالله (رويترز)

اختار رسام يمني وبضعة شبان صباح يوم الخميس جداراً يتوسط شارعاً مركزياً في العاصمة صنعاء، وبدأوا في رسم وجوه ضحايا مجزرة مروعة شهدها مشفى داخل مبنى وزارة الدفاع.

كان رجل يرتدي معطفاً عسكرياً يشير حينها إلى لوحة أحد الجنود وقال بصوت متهدج «ذاك صديقي، مات وهو يقاتل ببسالة».

في الخامس من ديسمبر الماضي هاجم مسلحو تنظيم القاعدة مجمع وزارة الدفاع المحاط بأسوار عالية عبر تفجير سيارة مفخخة على بوابته، واقتحموا المبنى ومشفى العرضي ونفذوا اعدامات ميدانية بحق جنود وأطباء وممرضين أجانب ويمنيين ومرضى وزوار.

وتعلُق في ذاكرة اليمنيين مشاهد وأحداث دامية عديدة، في بلد لم يعرف الاستقرار بعد، وشهدت مدن وبلدات في الشمال والجنوب صراعات وحروب بين أطراف سياسية وقبلية لبسط مزيد من النفوذ على حساب بناء الدولة وإدارة حكم حازمة.

وربما يعد الهجوم على مشفى العرضي أحد الوقائع تأثيراً في وجدان اليمنيين في الوقت الراهن، خاصة بعد توثيق كاميرات مراقبة لمشاهد إعدامات ميدانية وقتل طال المتواجدين في المشفى بدم بارد بثت محطات تلفزيونية حكومية دقائق محدودة منها.

ورسم الفنان اليمني مراد سبيع وعدد من الشبان عدداً من اللوحات على جدار  في شارع حدة، لجنود وأطباء ومرضى وزوار قضوا في حادثة الهجوم على مشفى العرضي، ضمن حملة أسموها (12 ساعة).

وشارك رسامون وصحفيون ونشطاء سياسيون وحقوقيون في الحملة، وحظيت بحضور وسائل إعلام دولية ومحلية، واهتمام كبير لدى طلبة جامعيين والمارة في الشارع.

وقال سبيع لـ«المصدر أونلاين» ان حملة (12 ساعة) التي أطلقوها على فعاليات رسم الضحايا على الجدران بدأت في ساعتها الثامنة، وتناقش قضية الجريمة الإرهابية التي فجعت كل اليمنيين.

وأضاف «ستظل هذه المجزرة المخيفة وجعاً لن يندمل ولن ينتهي في ضمائر اليمنيين إلا بوجود دولة تقتص من الجناة وتقدمهم للعدالة».

وقال تقرير أعدته قيادة الجيش بعد حادثة الهجوم بيومين ان عدد المهاجمين 12 مسلحاً معظمهم يحملون الجنسية السعودية، وان ضحايا الهجوم بلغوا 56 قتيلاً.

لكن قيادياً بارزاً في تنظيم القاعدة أعلن أواخر ديسمبر الماضي ان عدد المهاجمين 9 أشخاص، وقال القائد العسكري في تنظيم القاعدة باليمن قاسم الريمي ان من قام بعمليات قتل المدنيين هو أحد المهاجمين.

وقال مراد سبيع انهم ظلوا يجمعون معلومات وصور للشهداء لنحو 7 أسابيع، وتوفرت لهم 30 صورة فقط مقابل 56 شخص من ضحايا المجزرة، رغم نشرهم لبلاغات وتنويهات في صفحات التواصل الاجتماعي وعبر الصحافة تدعو لتزويدهم بالصور والمعلومات.

وأضاف «اعتمدنا على جزء كبير من المعلومات للحملة على ملف أعده الصحفي محمد عبده العبسي، ونحن مستمرون في حملة الرسم في شوارع وجدران أخرى».

ونشط «سبيع» ومجموعة من الرسامين في تنظيم فعاليات رسم حرة على جدران العاصمة صنعاء وامتدت إلى محافظات تعز وإب والحديدة، منها حملة «الجدران تتذكر وجوههم» والتي تخلد صوراً للمخفيين قسراً، وحملة 12 ساعة في ظاهرة السلاح والطائفية وضربات الطائرات بدون طيار.

رابط الموضوع..

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Twitter picture

You are commenting using your Twitter account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s