الجدران تتذكر وجوههم

اليوم بدأت الجدران تتحدث عن المخفيين قسريا. بدأت حملة جديدة امتدادا لحملة “لون جدار شارعك” إنها حملة “الجدران تتذكر وجوههم”.

لقد قدمت حملة “لون جدار شارعك” الجمال والسلام عبر اللون والريشة مكان الدمار المادي والمعنوي، وهذا هو المبدأ الذي أنطلقت منه حملة “لون جدار شارعك”.

واليوم تتبنى حملة “الجدران تتذكر وجوههم” قضية تناساها المجتمع لعقود، إنها قضية “الخفيين قسريا”، القضية التي وضعت مجتمعات صغيرة على سرير الإنعاش إلى اللحظة. ولعلي خلال اللون والريشة اساهم ولو بقدر بسيط من احلال الجمال والسلام في قلوب أسر المخفيين قسريا وعلى جدران الشوارع التي بالتأكيد تفتقدهم هي الأخرى، فاللجدران ذاكرة رحبة لا متناهية، وهي أوسع من ذاكرة الإنسان الضيقة غالبا.

كنت أسمع عن “المخفيين قسريا” ولكني لم أتعمق إلا بعد أن قرأت تقريرا طويلا نشرته صحيفة النداء العام 2007م فتفاجأت حين علمت عن وجود مجتمع يعيش بيننا يدعى “المخفي قسريا”. نعم إنهم مجتمع يعيش داخلنا ولكننا نجهله ونهرب منه تحت ذريعة
الانشغال بمشاكلنا اليومية ومكابدة العيش.

لكنني مؤمن بأن الكثير منا لا يأبهون لأية ذريعة، وبأنهم مؤمنين بقدراتهم الفنية ويعيشون حالة من الاعتبار والإحساس الإنساني بمأساة المخفيين. فلكل هؤلاء اتقدم بالدعوة لأجل المشاركة في حملة “الجدران تتذكر وجوههم”. وسيتم الاعلان عن الموعد الأسبوعي للمشاركة لهذه الحملة على الصفحة والمجموعة الخاصة بحملة “لون جدار شارعك”.

اللوحتان أعلاه لعبدالعزيز عون و علي خان، وهما يمنيان اختفيا قسريا أواخر السبعينيات من القرن الماضي ولازال مصيرهما مجهولا حتى هذه اللحظة. لقد بدأت الحملة برسم وجهيهما على جداري جسر مذبح وجدار تقاطع شارع حدة مع الدائري في جولة الرويشان.

أنوه إلى أن الطريقة التي أتبعها لا تقوم على الرسم بالمعنى الحرفي لانها تعتمد على قوالب لصور المخفيين قسريا أقوم بتجهيزها في المنزل وبعد التشذيب والتنسيق أطبقها على الجدارن ولكل واحد حقه في أختيار طريقة وتقنيات التعبير المناسبة له أو لها عن هذه القضية.

أقرأ المزيد..