يشرفني ان أكون هنا معكم جميعاً اليوم، ولهذا، أود أن اشكر منظمة “Index On Censorship” على منحي هذه الجائزة، على إيمانهم بي واعترافهم بعملنا في الوطن.
وأود أن أشكر أصدقائي الذين ينضمون لي في كل مرة للرسم على جدران الشوارع، والذين يتشاركون معي نفس المخاوف بشأن القضايا المهمة. أريد أيضاً أن اشكر الناس الطيبين في اليمن والذين ساندونا دائما ولطالما كانوا روح كل حملة أطلقتها للرسم على جدران الشارع.
أود أن اغتنم هذه الفرصة الليلة لتسليط الضوء على واحدة من أكبر المخاوف بالنسبة لي وبالنسبة للكثير من اليمنيين. كما يعلم الكثيرون منكم، اليمن تمر بأصعب الأوقات في تاريخها مع اندلاع الصراعات الداخلية والإقليمية. عانى اليمنيون كثيراً حتى قبل اندلاع هذه الصراعات، واليوم يخوضون هذه الأوقات الصعبة بمفردهم، ولكن يبدو ان الخسائر الثقيلة التي يتحملها اليمنيون كل يوم ليست كافية حتى الآن لجذب انتباه المجتمع الدولي والإعلام.
أهدي هذه الجائزة اليوم إلى الأشخاص المجهولين الذين يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة، وأنا لا أتحدث عن أولئك الذين يخوضون هذه الصراعات بأسلحتهم. بالأحرى، أنا اتحدث عن كل شخص يعاني من إصابة خطيرة، او فقد أحد افراد اسرته أو محبوبيه، أو فقد منزله أو مدرسته أو وظيفته، أو كافح للحفاظ على اسرته على قيد الحياة عندما كانوا يموتون جوعاً بسبب الحرب. هؤلاء النساء، الرجال والأطفال هم الأبطال الحقيقيين الذي يجب علينا جميعا أن ننحني لهم إجلالا واكبارا لمواصلتهم الحياة وتمسكهم بها.
لذلك، لكل رؤساء وملوك وقادة العالم الذين اساؤوا ويسيئون استخدام سلطتهم، صحيح انكم قد لا تحاكمون ابداً، ولكن يجب أن تعرفوا انكم تتركون ورائكم إرث قذر في الوقت عينه الذي ينبغي بكم ان تركزوا على القضايا الحقيقية التي تواجه البشرية، بدلاً من إلقاء الحروب الطائشة وإشراك العالم في قتل بعضهم بعضاً.
مرة أخرى، أشكر منظمة “Index On Censorship” وفريقها على منحي هذه الجائزة، واشكركم جميعا لاستماعكم لي أشارك مخاوفي معكم. دعونا نأمل أن يسود السلام في اليمن بأسرع ما يمكن.
شكرا لكم.
