بقلم/ محيي الدين جرمه
الخميس 26 إبريل-نيسان 2012 09:54 م
لندع فرصة أخرى للجدران كي ترسمنا.تلوننا.لنقايضها صمتا بصمت كما تفعل فيها موسيقى الألوان التي جعلت من الجدار إنسانا يبتسم في الليل والنهار ويحدث بطيوفه المتعددة بديمقراطية الألوان.كل يوم يكثر زبائن الفن.تحتشد النظرات.تحدق في حدائق الفكرة.في أول لطخة لشخص يعانق توق الرسم كأنما يولد لأول مرة.للعساكر يرسمون.على جدران بزاتهم.يموهون الجداران بأحلامهم.ويحملون اللون على أكتافهم بدلا من البندقية.الرغبة في الإكتشاف والكشف.
رأيت أفرادا من الفرقة وبقية الوحدات الأخرى وهم يلونون الألون.ويموهون الطرق بالهواء.بتمردهم الفني.اللون في بصمات أصابعهم يحتشد في جهات شتى.الألوان تزحف بإتجاه المطار.الجنود والصف والضباط كتيبة ترسم.وأخرى ستلتحق قريبا.من معسكرات إغترابها.إلى زنابق الماء في نظرات العابرين.
اللشباب اليوم من يوشمون الطرقات بظلال ألوانهم.وأصداء ثورتهم التي نسيتنا هنا في زنازن الساحات .
وفي السياق هناك أشكال وألوان تنم عن طفولة في حداثتها بالفن.
الطفولة هي التجربة الأولى في علاقتنا بالألوان والخربشات على الجدران.هدا ليس تنظيرا.كان لي صديق بالقرية كنت أكتب على الورق وأكون دفترا في الأخير ألاصقه بالصمغ حتى يستوي كتابا مؤلفا.وصديقي يخربش بألوانه ويرسم أشكالا مختلفة من الخيول الجامحة الصهيل إلى رسم الوجوه حيث برع في الشخصانية ودرس بعد دلك في معهد الفنون الجميلة بعدن وتخرج به وهو يجيد رسم البورتريه بدهشة وتقمص نفساني ومعايشة.
محمد أيوب هو صديقي الفنان ورفيق درب طفولة عشناها معها في القرية بين اللعب والمغامرة ,زاهر اليوم يدكرني بتلك البدايات الحالمة والبسيطة في عفويتها الجارحة الطموح. سأسأل زاهر اليوم أو غدا كأسا من الألوان لأشرب ماء التجربة البادئة.دامت الريشات المعنية بإسعادنا في تأثيث حجر المدينة وأحلام العابرين ..والمقيمين منهم في تفاعلات الفن وإشتباكه مع تفاصيل الحياة البهيجة اللون والإبداع..مودة لريشة إبداعك زاهر ..
Murad Subay 