لون جدار شارعك، مبادرة أحالت غبرة الجدران إلى حدائق ألوان

الجمعة, 23-مارس-2012
كتب/معين النجري – 
دعوة إلى تلوين الشوارع وزراعة البهجة والحب والجمال بدلا عن القتامة والعبث والإحباط.
أطلقها الفنان التشكيلي مراد سبيع على موقع الفيس بوك ولم يكن يتوقع هذا المستوى من التفاعل الذي لون يوم أمس جدران المؤسسة العامة للجسور والطرق وأحال غبرتها إلى حديقة ألوان.
يقول سبيع في تصريح لـ”الثورة” “لقد اخترنا هذا المكان لأنه كان نقطة مواجهة بين المعتصمين ورجال الأمن لأكثر من مرة وأردنا من خلاله أن نبعث رسالة للجميع بان الأمل مايزال موجودا”.
مراد سبيع وجميع من شاركوا في تلوين الجدران يوم أمس من شباب وأطفال وكبار لم يدعمهم احد ولا يعبرون عن أي جهة،لقد جاءوا ورسموا بمجهودات ذاتية ليجعلوا من اللون فقط عنوان نشاطهم.

وهناك كانت الأديبة نادية الكوكباني تمسك بالفرشاة وترسم على الجدران بحرفية فنان وإصرار فلاح ريفي يصارع الفصول الأربعة في تعامله مع أرضه. الكوكباني قالت لـ”الثورة” (إنها مبادرة ذاتية دعا إليها الفنان مراد سبيع ولباها كل من تراهم الآن، نحن هنا ننتصر للون الذي يستطيع أن يسقط كل الآثار السلبية التي سيطرت على الشوارع).
وأضافت : من تراهم هنا ليسوا فريق عمل، هناك أناس أتوا ورسموا ثم ذهبوا، وآخرون شاهدونا فذهبوا لشراء الألوان والمساهمة في الرسم.
فعلا لقد استطاع مجموعة من الشباب أن يسقطوا الإحباط بريشاتهم الأنيقة ويطردوا التوتر من النفوس والأرواح بقليل من اللون والفكر والإبداع. يقول سبيع “رسوماتنا لونية فنية ثقافية وهدفنا هو إعلاء ثقافة اللون على كل هذه البشاعة التي تظهر كل يوم في حياتنا”.
لقد واجه الفريق وهم يرسمون أحلامهم، الحبر، الشمس، الطيور، الأشكال التعبيرية، الكثير من سخرية المارة، لكن المعجبين والمشجعين والمشاركين في هذه المبادرة كانوا أضعاف أضعاف الآخر. 
قال محمد السهمي احد الفنانين المشاركين في التلوين “هدفنا هو محاربة الإحباط عند الناس وتحويل مساحاته في نفوسهم لصالح الجمال والأمل” وأضاف “نحن ندعو كل يمني إلى النزول للشارع والمساهمة في تلوين بلدنا”.
الأستاذة أروى عبده عثمان التي كانت تصور الحدث بكاميراها كتبت في صفحتها على الفيس بوك (اللون هو التعبير، هو الحرية، واحة المحبة والجمال، يحتاجه الإنسان ويحتاجه اليمني أكثر لأنه محروم من اللون والبهجة ومقومات الحياة السوية”. وأضافت ” أحسست اليوم باني رجعت إلى طفولتي المخربشة والضائعة… كنتها اليوم عبر ريشات الأطفال والشباب”.
كثيرة هي وسائل الإعلام التي حضرت اليوم لتصوير هذا الحدث الجميل، والملاحظ أن معظمها وسائل إعلام خارجية جاءت تبحث عن شيء آخر في اليمن غير تلك البشاعة التي تعودت نقلها عنا. أما وسائل إعلامنا خاصة الفضائيات فلا شان لها بهذا، هي تبحث عن مسيرة عن رصاص، دماء، أشياء من هذا القبيل.
لون جدار شارعك دعوة يطلقها عشاق الحياة، الهاربون من أصوات الرصاص وتصريحات الساسة وهتافات المعتصمين، إنها فعلا دعوة للحياة بالألوان.

أقرأ المزيد..

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Twitter picture

You are commenting using your Twitter account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s