بواسطة أحمد زيدان (مصر)
أطلق مراد سُبيّع، وهو رسّام يمني شاب، حملة “لوّن جدار شارعك!” بهدف تزيين شوارع صنعاء برسوم فنية وجداريات.
الأهداف الرئيسية من الحملة، التي استُهلت في شهر مارس/آذار الماضي، هو نشر ثقافة التسامح وحب الجمال بدلًا من شعارات الكراهية التي خلّفتها المواجهات الدامية التي شهدتها اليمن خلال العام المنصرم في إثر الثورة اليمنية. مما قد يسهم في إزالة الضغائن بين اليمنيين ومحو الكراهية.
استهلت الحملة على موقع فيسبوك، وقد لاقت نجاحًا كبيرًا نظرًا للتغطية الإعلامية الواسعة التي حظيت بها، إلا أن مراد وزملائه قد واجهوا بعض التحديات في المناطق الخاضعة لسلطة القوات الموالية للرئيس السابق.
شهدت حوائط صنعاء، ومعظم المحافظات اليمنية، حروب كلامية بين أنصار النظام والشباب الثوري على مدار العام الماضي، مما حدى بمراد للتفكير بتغيير ذلك بطريقة سلمية، مستلهمًا فكرته من أصدقائه الفنانين في آورپا، فقام بدعوة اليمنيين “لتلوين جدار الشارع”. وحول هذه الحملة، كان لشباب الشرق الأوسط هذا الحوار مع مراد:
شباب الشرق الأوسط: مرحبًا مراد، عرّف بنفسك!
مراد: مراد محسن سبيع من مواليد ذمار 1987. خريج جامعي. عاطل عن العمل، ولكني أرسم في الشارع! (يضحك).
ش.ش.أ: متى تحديدًا بدأت فكرة “لوّن جدار شارعك”، ومن/ما الذي ألهمك بها؟ وكم متطوع عملوا على الفكرة حتى الآن؟
م: أطلقت الفكرة في يوم 15 مارس، ونزلت للرسم على الجدران في نفس اليوم. حقيقة، كنت أشاهد أعمال أصدقائي الفنانين، وكانت أعمالهم تلوّن شوارع مدنهم حول العالم، فكنت أتمنى قبل زمن من ان تمتلئ شوارعنا باللون والحياة بدل الجمود والحزن الذي يلفنا ويلف شوارعنا ايضًا. المتفاعلون مع الفكرة والذين ينزلوا كل خميس ما بين 25 إلى 35 شخص.
ش.ش.أ: ما هو الهدف الرئيسي من الفكرة؟ وهل تراها تحققت؟ وهل تعتقد أن التغطية الإعلامية كافية؟
م: الهدف الرئيسي هو إخراج الناس مما هم فيه من إحباط ولفت الأنظار إلى أشياء فيها جمال بعيدًا عن الحرب ومساوئها، والهدف الآخر هو تعميم فكرة اللون في اليمن والتي ظلت سجينة المعارض والبعيدة عن متناول اليمني البسيط. من الصعب القول بأنها تحققت، ولكن هذه أول خطوة في مشوار طويل ويحتاج لعمل وجهد كبيرين. التغطية الإعلامية جيده، ولكنها أيضًا لن تكون ذا صدى إذا لم يكن هناك دعم للفكرة وأنا لا أتحدث عن دعم لفكرة “لون جدار شارعك” بعينها. أنا أتكلم عن دعم أي فكرة لونية في القريب والبعيد من الزمن.
ش.ش.أ: ماذا كانت توقعاتك قبل بداية الحملة؟ وهل بلغت الحملة أهدافها؟
م: كنت أتوقع أن يتم منعي من الرسم. لا يزال من المبكر قول هذا ولكنها صنعت صرخة قوية ولفتت انتباه الجميع لفكرة اللون في بلد تم الترويج له على انه بلد لا يعرف إلا لغة السلاح وتم محو فكرة أن هذا البلد حضاري وحضاراته مجذرة في أعماق التاريخ.
ش.ش.أ: هل تدعو الشباب في دول المنطقة لإطلاق حملات مشابهة؟ وتحديدًا دول الربيع العربي؟
م: قد سئمنا اللون الأسود الذي عشناه، فهيا بنا لنصبح قوس قزح. لقد ثرنا على الأنظمة، فلنثُر أيضا على القيم الداعية للّون الواحد!
ش.ش.أ: هل تحب توجيه رسالة لقراء شباب الشرق الأوسط في النهاية؟
م: أتمنى أن نعيش في سلام وأن تمتلئ حياتنا بالألوان.
انتهى حوارنا مع مراد. شاهد هذا التقرير المصوّرة عن الحملة على قناة الجزيرة الإخبارية هنا، وشارك على صفحة الحملة على موقع فيسبوك هنا.