مبادرة شبابية يمنية تستخدم اللون لمعالجة تشوهات الصراع السياسي

السبت ,07/04/2012

صنعاء – “الخليج”:

أطلق فنان يمني شاب مشروعاً للرسم على الجدران تحت اسم “لوّن جدار شارعك” .

وبدأ الفنان مراد سبيع ، منتصف مارس/آذار، النزول إلى الشارع وتلوين الجدران برسوم فنية معبرة، ثم انضم إليه فنانون آخرون .

وأطلق الفنانون مشروعهم من منطقة “كنتاكي” أو ما يعرف ب”منطقة التماس” التي تقسم العاصمة صنعاء إلى نصفين، وشهدت أعنف المواجهات بين القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح والجيش المؤيد للثورة، خلال العام الماضي .

واعتبر سبيع أن هدف المشروع هو نشر فكرة فنية، موضحاً أن اختيار منطقة “كنتاكي”، وسط العاصمة، له دلالة رمزية بأن الفن يستطيع إزالة مخلفات العنف وتشوهات الصراع السياسي .

وانعكست الصراعات السياسية خلال العام الماضي على الجدران التي ازدحمت بشعارات المؤيدين للثورة وعبارات لأنصار صالح، وهي في الغالب شتائم وسباب تغذي مشاعر الكراهية وانقسام المجتمع .

ومازالت صور الدمار ومشاهد العنف واضحة على جدران الشوارع والمحال التجارية ومنازل المواطنين، وفي مناطق كثيرة من العاصمة يسيطر التوتر والانقسام وتزيد المخاوف كل يوم من عودة الحرب مجدداً .

يقول سبيع ل”الخليج”: كانت الجدران مشوهة ومنظرها يبعث على الاحباط، وهنا يأتي دور الفن باعتباره رسالة سلام وتفاؤل، وليقول للمتصارعين “إننا شعب يحب الحياة واللون” . ويضيف “رسالتنا هدفها التأكيد أن اليمن ليس بلد العنف والحروب كما تروج وسائل الإعلام، نحن بلد حضاري منذ آلاف السنين، وهذه الفكرة الفنية تعكس عراقة وأصالة الشعب اليمني” .

ويستعد فريق المشروع هذا الأسبوع للنزول إلى شوارع جديدة في العاصمة صنعاء لتلوين جدرانها وسط ترحيب وحفاوة الناس الذين عبروا عن توقهم للحياة وحبهم للفن في مقابل رفضهم للعنف والاقتتال . وانتقلت فكرة تلوين الجدران إلى مدينتي عدن وتعز “جنوباً”، حيث أطلق فنانون شباب مشروع “اللون هو الحياة”، ومن المتوقع انتشار المشروع على مستوى أوسع ليشمل معظم مدن اليمن التي تحتاج إلى الفن لمقاومة الموت وشبح الاقتتال .

أقرأ المزيد..