اغتيال صور المخفيين قسرا في شوارع صنعاء بطمس ملامح(العيون) على أيدي عناصر يفوق جريمة تغييبهم قسرا والفنان سبيع: التشويه بدأ منذ الأسابيع الأولى للحملة ويستهدف إلغاء الذاكرة الوطنية
- المجموعة: اخبار واحداث
- نشر بتاريخ الأحد, 28 يوليوز 2013 17:48
- كتب بواسطة: إنسان نت
- الزيارات: 18
إنسان نت – حصريا – خبر وتحليل
في سابقة خطيرة وغير مألوفة كما يرى مراقبون ونقاد وصحفيون في اليمن بوجه خاص تتعرض اليوم جداريات وصور المخفيين قسريا ممن اختفوا منذ عقود لمسلسل اغتيالات مستمرة لملامحهم كمخفيين رسمت صورهم على جداريات الشوارع في بعض المدن الرئيسية كصنعاء وتعز وغيرها لتأتي عناصر مجهولة بغاية تشويه وطمس ملامح تلك الرسومات لإخفاء حقيقة المخفيين والتعدي على مراحل التاريخ وإلغاء الذاكرة الوطنية.


وفي السياق قال الفنان اليمني مراد سبيع وصاحب فكرة” الجدران تتذكر وجوههم” في تصريح حصري لـ”إنسان نت” أن التشويه الذي استهدف ويستهدف شخصيات المختفين قسريا من خلال الجداريات في الشوارع,بدأ من الأسابيع الأولى للحملة ولا استغرب أن يستمر التشوية إلى أن تطمس جميع جداريات المختفين قسريا.
وأوضح سبيع “أيضا كما اعرف انه قد تعرضت جداريات المختفين لبعض الطمس في تعز أيضا وليس لدي فكرة إذا ما كانت قد طمست في إب والحديدة أيضا..وعلى العموم فقضية المختفين قسريا والمتوجسين منها ما زالوا طلقاء ولا غرابة في أن تتم عملية الطمس بشكل مستمر..إضافة إلى أن غالبية الجداريات الفنية التي رسمت ضمن حملة “لون جدار شارعك” خاصة العيون قد تم التأكيس عليها (x) وبإمكانك المرور من أمام مؤسسة الأشغال والطرق وستلحظ ما قلته
ويتمنى المبدع مراد سبيع أن يكون مخطئا حسب قوله “فهذه الجداريات تقدم وجه جميل لهذه المدينة الجميلة” لكن كما يبدو أن عملية الطمس قائمة كما يضيف مراد,وفي ظل غياب الوعي الحضاري والإحترازي أخلاقيا والذي بإمكان المواطنين أيضا الحد من أي تشويه قد يلحق ضررا بمشهد جمالي لشوارعهم ,غير أن سكوت المجتمع والمارة أيضا قد يؤدي إلى أن تطمس كل وجوه المختفين قسريا ورسومات الجداريات الفنية..
اعتداء سافر على صور المخفيين قسرا في الشوارع وبما يستهدف عنف رمزي يكشفه عنف الخطاب بعلامات سميولوجية الإشارة في صور المخفيين المشوهة و التي تعكس خطابا نفسيا مأزوما بثقافته العنيفة لدى عناصر غير سوية قامت بطمس معالم وملامح عديد من صور ورموز المخفيين قسرا في شارع الزراعة بصنعاء مثلا وغير ذلك من طمس العيون وخدش بأزاميل لملامح أخرى كما يبدو وبصورة تعكس أن الجهات المتورطة بالإخفاء لا يستبعد أن تكون هي وراء ذلك وليس مجرد المواطن العادي
حالات كهذه تبرز خطاب العنف لدى المعتدين في محاولات متواصلة بغاية الطمس والتشويه لتاريخ مدونة الثورة الفنية التي كانت أسست لإطلاقها وتبنتها حملة”لون جدار شارعك”بغاية تطبيع عين المشاهد في المجتمع على جماليات الأمكنة والتعود على التفاعل مع قيم المدنية والسلام والفن والجمال والتعايش حيث أعقبت ذلك حتى أسابيع مضت حملة” الجدران تتذكر وجوههم”وحققت نجاحا كبيرا ثقافيا وإجتماعيا وسياسيا وصدرت بالتزامن معها قرارات حكومية تقر بضرورة الإهتمام بجانب كهذا وإرجاع المختفين قسرا إلى أسرهم,وحدث تفاعل كبير مع فكرة “الجدران تتذكرهم”وتأثيرها والتي أرسى فكرتها الفنان اليمني الشاب المبدع مراد سبيع كمشرف ومدير لهذه الحملة الفنية.
اغتيال ملامح المخفيين قسرا من خلال صورهم هذه المرة في الشوارع العامة في اليمن يعد جريمة جسمية تساوي جريمة تغييبهم قسرا لعقود عن أهلهم وأسرهم وذويهم كما يرى مثقفون وحقوقيون,إن لم تبز جريمة تغييبهم,إلى جسامة وفداحة الفعل الشائن الذي يهدف اليوم إلى تغييبهم مع سبق الإصرار والترصد كتاريخ وطمسه بالتعدي على الذاكرة الجمعية والوطنية للمجتمع اليمني بسياقاته المختلفة.
ويستهدف اغتيال الصورة بطمس ملامح العيون لدى شخصيات المختفين في توقيعات جداريات المختفين قسرا في شوارع صنعاء ومدن أخرى في اليمن ملامح المخفي وتغييب شخصيته المغيبة قسرا وهذه جريمة تعكس حالة الدافع الغريزي والعنف الرمزي والثقافي لدى من قاموا ويقومون بذلك في ظل غياب الإحتراز الجزائي وغياب الأمن في الشارع أو الرادع,تجاه أي فعل كذلك,يحيل إلى إعتداء مضمر بأدوات قتل وتعمد الإخفاء والتغييب لدى العناصر التي تقوم بمثل هذا الفعل الجبان الذي لا يمت لقيم المدنية وسوية السلوك الإنساني والحضاري لأي مجتمع حر,وعلى المجتمع اليمني بكل أطيافه وقواه المدنية والصحفيين والناشطين والناشطات تجريم أي اعتداء كهذا يتم مستهدفا صور المخفيين في جداريات الشوارع والجسور في
المدن الرئيسية