تقرير تلفزيوني بعنوان ” لوحات جدارية تحمل معاناة الشعب اليمني” على قناة العربية، يتناول النشاط الثامن لحملة “حطام” حول تدهور الإقتصاد.
تقرير بصوت: روان حمزه
تقرير تلفزيوني بعنوان ” لوحات جدارية تحمل معاناة الشعب اليمني” على قناة العربية، يتناول النشاط الثامن لحملة “حطام” حول تدهور الإقتصاد.
تقرير بصوت: روان حمزه
مراد سبيع يشجع الشباب على تجميل الشوارع بجداريات ولوحات مزينة مؤكدا أن الفن هو أفضل وسيلة سلمية ومؤثرة للتنديد بالقمع وتسليط الضوء على المعاناة.
العرب [نشر في 2016\06\21]
صنعاء – أمضى الفنان اليمني مراد سبيع السنوات الست الأخيرة يزين شوارع صنعاء بجداريات ولوحات ملونة في محاولة لنشر السلام والفن ولكي يناقش المجتمع قضايا سياسية حساسة وأخرى اجتماعية.
فمنذ تفجر انتفاضات الربيع العربي في 2011 رسم سبيع المئات من اللوحات والجداريات على الجدران المتداعية في صنعاء التي تمزقها الحرب، وذلك من أجل لفت الأنظار إلى المعاناة التي يمر بها الملايين من اليمنيين في وقت تطوق فيه الحرب بلدهم.
وأطلق سبيع حتى الآن خمس حملات فنية تركز كل منها على أبعاد مختلفة للصراع، منها عمليات الخطف والاختفاء القسري ليمنيين، إضافة إلى الفساد والفقر في البلاد.
وقال مراد سبيع، بينما يرسم أحدث جدارياته قرب البنك المركزي اليمني، “اليوم نحن في المنطقة التي يتواجد خلفها البنك المركزي اليمني. نريد أن نوصل رسالة مفادها أنه لا بد من حلول حقيقية لإيقاف الفساد الذي ينخر الاقتصاد اليمني وتدهوره”.
وسمى سبيع أحدث حملاته “حطام” ويرسم فيها لوحات على جدران المباني التي تضررت في الحرب، وذلك كنصب تذكاري لألوف الأشخاص الذين فقدوا حياتهم في الصراع.
ولا يرسم سبيع لوحاته بمفرده وإن كان هو الفنان الرئيسي، فعلى مر السنين كان يدعو الشباب الذين يقطنون الأحياء القريبة من المنطقة التي يرسم فيها إلى الانضمام إليه، واستجاب المئات لدعوته.
ويؤكد سبيع أن الفن هو أفضل وسيلة سلمية ومؤثرة للتنديد بالقمع وتسليط الضوء على المعاناة.
وقال “الأعمال الفنية والألوان والرسم وما إلى ذلك هي دعوة خالصة ونظيفة ومسالمة لليمنيين بشكل عام إلى نبذ الكراهية والصراعات والتوجه إلى بناء بلادهم والتوقف عن تدميرها”.
وحصل سبيع على جوائز عالمية أكثر من مرة على التعبير السياسي الذي يقوله في أعماله الفنية. فقد نال جائزة من منظمة المؤتمر الإسلامي الأميركي على عمله الخاص باليمنيين المختفين قسرا والذين خطفوا على مدى سنوات بسبب انتماءاتهم وتصريحاتهم السياسية. كما نال جائزة الفن من أجل السلام التي تمنحها مؤسسة فيرونيزي الإيطالية، وفاز هذا العام بجائزة حرية التعبير عن فئة الفنون التي تمنحها منظمة إندكس أون البريطانية سنويا.
فيديو نشرته قناة “الجزيرة”، الذي تحدثت فيه عن حملات الرسم على الجدران
“في صنعاء كذلك، رسمٌ متواصل على ما تبقى من المدينة. رسم مراد سبيع سابقاً على ركام المدينة مشروعه “حُطام”. صارت المباني المدمرة جزئياً دفتراً مفتوحاً له، وحوّلها إلى رسائل مضادة للحرب، نال بعدها جائزة “الفن من أجل السلام”. عاد سبيع في 16 آذار/ مارس الحالي ليحتل الشارع، ودعا معه ناس المدينة للمشاركة في الرسم على جدران شارع الرباط في صنعاء، فَقَدِم منهم رجال ونساء وأطفال وكبار. لا يعود مهماً هنا “جودة” العمل الفني بالمعنى التقني، لكن أن يستعيد سكان المدينة سيطرتهم على جزء من الحيز المعماري الذي يشغلونه، أن يكون لهم حق ترك أثر ما عليه، وأن ينقل هذا الأثر أملهم بيمن بلا حرب.
هذه الفنون التي تجاهلت الوسائط الكلاسيكية، يصنعها شباب يعتبرون المدينة مساحة ضرورية للعمل وعرض الأفكار، يرونها ستوديو كبيرا. أهمية الفن المديني تكمن أولاً في كونه (غالباً) غارقا في الهم الاجتماعي والسياسي. وفي كونه ثانياً يقدّم رؤية مختلفة لدور الفنون واستعمال الحيّز. عليك أن تركّب أفكارك مع المدينة أولاً، ثمّ أن تعيد تركيب العمل (ربما مع فنان جديد) فوق العمل الأول الزائل أو المتغيّر، وربما بتقنيات أخرى، ودائماً بنظرة مختلفة. تتراكم طبقات المدينة ويغمر بعضها البعض.
لا يكترث من يرسم على حائط بإمكانية أن يأتي أحدهم ليخرب عمله أو يعدله لاحقاً. الفن هنا سريع الزوال نسبياً، يعبر المدينة عبوراً سريعاً كما نفعل نحن حين نمر من مكان العمل إلى مكان السكن.. فن المدن يخترع أساليب لتطويع الأسطح المدينية العامة في خدمة الفكرة البصرية، صار مع الوقت جزءاً من الهوية البصرية لمدن عالمية كبرى وحركة فنية معترف بها، ويزداد تقبّلها في العالم العربي، خصوصاً بعد أعوام الثورات المتنقلة التي احتاجت الجدران لتقول قولها.”
من مقال للكاتب/ صباح جلول
جريدة “السفير”
“Elites and Politicians did not represent Yemenis well and they let them down, but there is no doubt that things will change. It won’t last forever. People will get to the stage where they demand a state, a just state – free of corruption. They will definitely pursue that.”
“Yemenis love beauty by nature, and for four years now, the murals in the streets haven’t been touched or destroyed by the Yemeni citizens.”
“Murad” A short film
By the brilliant: AbduRahman Hussain
خُذل اليمنيون من قبل ساستهم ونخبهم، لكن بلا شك الزمن يتغير وسيصل اليمنيون الى فكرة حاجتهم إلى الدولة، وسيخرجو لأجل الدولة، دولة مدنية، دولة عادلة ودولة خالية من الفساد. لا بد أن يخرجو”
“اليمنيون بطبعهم يحبون الجمال، ولأكثر من أربعة أعوام، لم تتعرض الجداريات للطمس من قبل المواطن اليمني.”
من فيلم قصير بعنوان “مراد”
للعبقري: عبدالرحمن حسين
يشرفني ان أكون هنا معكم جميعاً اليوم، ولهذا، أود أن اشكر منظمة “Index On Censorship” على منحي هذه الجائزة، على إيمانهم بي واعترافهم بعملنا في الوطن.
وأود أن أشكر أصدقائي الذين ينضمون لي في كل مرة للرسم على جدران الشوارع، والذين يتشاركون معي نفس المخاوف بشأن القضايا المهمة. أريد أيضاً أن اشكر الناس الطيبين في اليمن والذين ساندونا دائما ولطالما كانوا روح كل حملة أطلقتها للرسم على جدران الشارع.
أود أن اغتنم هذه الفرصة الليلة لتسليط الضوء على واحدة من أكبر المخاوف بالنسبة لي وبالنسبة للكثير من اليمنيين. كما يعلم الكثيرون منكم، اليمن تمر بأصعب الأوقات في تاريخها مع اندلاع الصراعات الداخلية والإقليمية. عانى اليمنيون كثيراً حتى قبل اندلاع هذه الصراعات، واليوم يخوضون هذه الأوقات الصعبة بمفردهم، ولكن يبدو ان الخسائر الثقيلة التي يتحملها اليمنيون كل يوم ليست كافية حتى الآن لجذب انتباه المجتمع الدولي والإعلام.
أهدي هذه الجائزة اليوم إلى الأشخاص المجهولين الذين يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة، وأنا لا أتحدث عن أولئك الذين يخوضون هذه الصراعات بأسلحتهم. بالأحرى، أنا اتحدث عن كل شخص يعاني من إصابة خطيرة، او فقد أحد افراد اسرته أو محبوبيه، أو فقد منزله أو مدرسته أو وظيفته، أو كافح للحفاظ على اسرته على قيد الحياة عندما كانوا يموتون جوعاً بسبب الحرب. هؤلاء النساء، الرجال والأطفال هم الأبطال الحقيقيين الذي يجب علينا جميعا أن ننحني لهم إجلالا واكبارا لمواصلتهم الحياة وتمسكهم بها.
لذلك، لكل رؤساء وملوك وقادة العالم الذين اساؤوا ويسيئون استخدام سلطتهم، صحيح انكم قد لا تحاكمون ابداً، ولكن يجب أن تعرفوا انكم تتركون ورائكم إرث قذر في الوقت عينه الذي ينبغي بكم ان تركزوا على القضايا الحقيقية التي تواجه البشرية، بدلاً من إلقاء الحروب الطائشة وإشراك العالم في قتل بعضهم بعضاً.
مرة أخرى، أشكر منظمة “Index On Censorship” وفريقها على منحي هذه الجائزة، واشكركم جميعا لاستماعكم لي أشارك مخاوفي معكم. دعونا نأمل أن يسود السلام في اليمن بأسرع ما يمكن.
شكرا لكم.
في وسط دمار الحرب الهائل، تضيع التفاصيل الصغيرة الأخرى والتي من شأنها أن تؤثر على حيواتنا بقوة ولكن بطرق غير مباشرة. أين بإمكان الشخص أن يخرج إلى الشارع مع أطفاله ليرى جماجم مهشمة وأطراف مقطعة لأطفال آخرين ولضحايا الحرب في اللوحات الإعلانية على امتداد الشارع! هذا ما يحصل في مدينتي صنعاء.
تنتشر لوحات إعلانية بجميع المقاسات في شوارع صنعاء، ولكن هذه اللوحات لا تحوي إعلانات لسلع تجارية كما يحدث في بقية العالم، بل تعرض فيها أطراف مقطعة وجماجم مهشمة عن جرائم حصلت بحق مواطنين وجنود يمنيين. نشر مثل هذه اللوحات لا يعتبر فقط جريمة بشعة، فهي أولا استغلال لجثث الضحايا وتطويعها لأجل طرف معين لإثارة الكراهية عند المارة. وثانيا هي مؤذية للمشاهد وخصوصا للأطفال، حين تجعل من هذه المناظر أمرا طبيعيا في نظرهم. اللا مبدأ هو المبدأ الذي ترتكز عليه الحرب وأطرافها في اليمن.
بين مطرقة الحرب وسندان الجوع، الأمراض والجهل، هناك الإنسان اليمني المخذول من قبل نخبه السياسية السيئة العاجزة عن عمل شيء. الأطفال والمدنيون يكمنون في التفاصيل، وتفاصيل الحرب مهملة.
في منطقة بني حوات، مديرية بني الحارث محافظة صنعاء حيث قتل قرابة ال 27 مدنيا، غالبيتهم أطفال في أولى أيام الحرب، بدأت أمشي في ركام المنازل التي دمرت هناك، التقيت بسكان من المنطقة وأخبروني أنهم في اليوم الذي سبق مجيئي، وجدوا بقايا “يد” لإحدى الضحايا بعد مرور حوالي 40 يوما من الحادثة الكارثية. حينها قلت لنفسي، أي حظ سيء طال هذه المنطقة! فهي منطقة فقيرة، مبانيها عشوائية وأسقف منازلها من التراب والخشب. حتى رفع الركام في مثل هذه المناطق يكون غالبا بطريقة عشوائية، فيقضي على من قد تكون له فرصة بالنجاة من الركام، والسبب في ذلك عدم وجود مؤسسات تقوم بهذا العمل في مثل هذه الظروف. في الحروب تتحول منازل الفقراء إلى قبور.
هناك في بني حوات كان ثمة رجل أعمى يرتدي النظارة السوداء ويمشي مستعينا بعصى بيده. قتلت في القصف زوجته وطفلته. كل ما كان بوسعه أن يفعله ليروح عن نفسه، هو أن يرفع صوته أمام جمع من سكان المنطقة بانه يريد تعويض عن موت زوجته بأن يزوجوه بزوجة رئيس مجلس النواب “البرلمان اليمني”. طلب غريب ومعاناة حزينة لإنسان يقبع في تفاصيل الحرب. أطفال يحكوا ويبكوا أصدقاءهم الذين لقوا حتفهم في القصف الذي قتل قرابة ال 15 طفل هناك.
بين أكثر من 100 يوم من الحرب تضيق موارد الحياة فتضيق الحياة على الناس. جميع الخدمات شبه مشلولة. الطوابير تمتد لأجل الماء والغاز والبنزين والمواد الغذائية. هذه هي النتيجة الأولية فقط، دون أدنى شك سيكون الوضع أكثر كارثية بعد مئة يوم أخرى، فهذه الحرب بلا أفق وتبدوا دون نهاية، وأيامها ثقيلة كثقل الجبال. 100 يوم أخرى للحرب، فقط ليضيع المزيد من اليمنيين في تفاصيل الحرب المهملة.
المنزل يهتز كمريض بالحمى، نهرع أنا وأسرتي من الغرفة المواجهة للشارع إلى الصالة التي تقع وسط الشقة، ثم يلي اهتزاز المنزل صوت انفجار يصم الآذان. بعدها نهرع جميعا أنا وأسرتي لننظر من نافذة الشقة التي تقع في الدور الرابع من العمارة. يا الله، عمود انفجار هائل شبيه بـ “عش الغراب” الذي يلي انفجار قنبلة ذرية. في البداية كنت متأكدا أن هذا الانفجار حدث في معسكر الشرف الذي يبعد حوالي 250 متر عن شقة العائلة، كنت متأكدا من هذا، لأن حجم الانفجار كان هائلا. بعد فترة عرفنا بأن الانفجار قد حدث في جبل عطان الذي يحوي مخازن للأسلحة، وأن استهدافه كان بقنبلة “فراغيه” من قبل قوات التحالف التي تقودها السعودية.
بعد أسابيع من الانفجار الهائل في فج عطان، صحوت وأيقظت أخي الأصغر من نومه وقلت له “هل تأتي معي إلى فج عطان؟”، صحا بسرعة وأخذ كاميرته وانطلقنا معا. قضينا وقتا طويلا في البحث عن حافلة تأخذنا إلى المنطقة. عندما نزلنا من الحافلة، فتح أخي نجيب كاميرته ليبدأ بالتقاط الصور. قمت بفعل نفس الشيء ولكن بكاميرا تلفوني الجوال. جل ما التقطته عدسة الكاميرا هي شوارع ممتلئة بالأبواب والسيارات المدمرة والمباني المحترقة.
استمررنا بالمشي، وبدأت بالتقاط بقايا قنابل يدوية تناثرت من مخازن الأسلحة التي كانت في بطن الجبل بدلا من التقاط المزيد من الصور. حينها نبهني شقيقي، والذي قد كان زار المنطقة في وقت سابق، بأن القنابل قد تحوي مواد سامة، فرميتها من يدي. استمررت بالتقاط الصور في الشارع الرئيسي ولم أجرؤ على التعمق في المنطقة. كان هناك صوت طائرة حربية تقترب، أعقبها صوت هزني بقوة. إنها أول مرة أتعرف فيها على صوت مضاد الطائرات الذي كان مخبئا في مكان ما حولنا. تسمرنا أنا وشقيقي وخمسة أشخاص آخرين كانوا يلتقطون الصور مثلنا. ثم بسيارة هيلوكس مارة بجوارنا تتوقف في وسط الشارع. قال لنا صاحبها “اصعدوا”. صعدنا إلى السيارة نحن والخمسة الآخرين، ثم انطلقت بنا السيارة إلى خارج منطقة فج عطان فتوجب شكر مالك السيارة.
لم تبارح ذهني منطقة فج عطان بعد ذلك الانفجار الهائل. فكانت المنطقة الثانية التي قررت الذهاب إليها والرسم فيها مع أصدقائي. انطلقت اليها مرة أخرى، ولكن هذه المرة رافقني صديقي الفنان ذي يزن العلوي. دخلنا من إحدى الشوارع الفرعية للمنطقة صعودا نحو الجبل. وكلما صعدنا أكثر، كلما كان الدمار أكثر.
وصلنا إلى الحدود بين المدينة والجبل، تمتد بينهما حقول أشجار القات شبه العارية من الأوراق. التقى ناظري برجل معاق على كرسي متحرك وامرأة تطبخ الغداء في قدر موضوع بين حجرتين ونار وقودها الحطب. جاء شاب صغير يخبرنا بأن ابن المرأة قد توفي قبل أسبوعين أثناء لعبه بلغم انفجر بين يديه. سألتهم عن مسكنهم، فأشاروا لبيت دمر تماما فأصبحوا يعيشون في منزل مملوك لشخص آخر. عندما سألونا عن مرادنا قلت لهم: “نريد أن نرسم عن الكارثة التي حدثت هنا”. أذنت لنا المرأة بالرسم على بقايا جدار غرفة داخل منزلها. كانت المنطقة خالية من الناس. علمت من الأسرة بأن الناس قد نزحوا من المنطقة بعد الانفجار. وسألتهم عن حقول القات ولماذا الأشجار تبدوا عارية من الأوراق، فكانت إجابتهم مفاجئة لي، حيث إن قوة الانفجار نزعت أوراق الأشجار وأحرقت الحقول القريبة منه.
عدنا بعد يومين لنرسم في المنطقة مع بعض الأصدقاء. ذي يزن الذي رسم معي، محسن الشهاري، حنان الصرمي، عبد الرحمن حسين وهديل الموفق. كان عبد الرحمن يصور فيلما عن نشاط المجموعة، وحنان تلتقط صورا فوتوغرافية. محسن يساعد ذي يزن في جداريته، وهديل تساعدني في جداريتي. بعض مصوري الوكالات جاءوا والتقطوا صورا لعملنا في المنطقة. كنت قلقا على حياتي وحياة أصدقائي حينها، وتبادرت إلى ذهني فكرة المغادرة فورا. بعدها بدقائق، انتهينا من الرسم، وقفلنا عائدين تاركين منطقة فج عطان مع جداريتين ترمزان لحجم الدمار الذي لحق بالمنطقة.
تسلم الرسام اليمني الشاب مراد سبيع جائزة الفن من أجل السلام التي تمنحها سنوياً مؤسسة «فيرونيزي» الإيطالية للفنانين الذين أبدوا التزاماً بثقافة السلام على مستوى العالم. وقال إنه يهدي الجائزة الى زملائه الرسامين الشباب الذين خاضوا معه أول تجربة غرافيتي في اليمن.
وعبّر سبيع في كلمة ألقاها في حفلة تسلم الجائزة في مدينة ميلانو الإيطالية عن سعادته واعتزازه بها، معتبراً أنها بمثابة فرشاة جديدة تحفزه على مزيد من الرسم ليرى العالم جدران شوارع بلاده وقد تلونت بأفكار الناس وطموحهم للسلام، مؤكداً أنه سيظل يتبع نهج السلام حتى «ولو كان السلام مجرد إشاعة».
وأشادت مؤسسة «فيرونيزي» بالتزام سبيع بثقافة السلام وتعبيره من خلال الرسم عن حقوق السكان المدنيين، وتجسيد آمالهم في وطن حر ومزدهر.
ويعود الى مراد سبيع (27 سنة) الريادة في نشر فن الغرافيتي في بلاده، من خلال حملة «لون جدار شارعك» التي أطلقها في آذار (مارس) 2012، لتلوين جدران الشوارع التي تلطخت حينها بشعارات الكراهية توازياً مع مواجهات مسلحة شهدتها صنعاء ومدن عدة على خلفية انتفاضة فبراير 2011 المطالبة بإسقاط نظام الرئيس علي عبد الله صالح حينها.
وهدفت حملة «لون جدار شارعك» الى نشر ثقافة التسامح ونبذ العنف، ومن ثم تبعها بحملات أخرى تناولت المخفيين قسرياً والصراع الطائفي وانتشار السلاح وتجنيد الأطفال والفساد والفقر، وخطف الاجانب وانتهاك حياة المدنيين جراء برنامج الطائرات الأميركية من دون طيار في اليمن.